يُعد معلما تاريخيا وأثريا منذ إنشائه سنة 1940 م، حُول من كنيسة كاتدرائية كانت وقت الاستعمار الفرنسي مكانا للعبادة لفائدة المواطنين الفرنسيين القاطنين بالولاية، إلى مسجد يُذكر فيه اسم الله ويوحَّد فيه عز وجل، بعد أن تم التنازل عنه لمصالح ولاية قسنطينة، التي قامت بدورها بكل الإجراءات القانونية والرسمية وتسليمه لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف على أنه وقف ، لتصبح الكنيسة يوم 19 مارس 1983 مسجدا، وسمي “مسجد الاستقلال” تبركا بحرية البلاد وأخذ الجزائر استقلالها.
لايزال مسجد الاستقلال أو “الكنيسة الكاتدرائية” سابقا محافظا على جانبه المعماري القديم، والمتمثل من الداخل في كنيسة ترمز إلى شكل الصليب، فضلا عن القبب الثلاث المميزة أعلى المسجد ، حيث أن العديد من التعديلات والتغييرات التي أضيفت له لم تؤثر على طابعه المعماري، بل زادته جمالا بعد أن تم إضافة طابق علوي جديد إلى جانب آيات قرآنية بجميع زواياه، وإنشاء محراب ذي طابع عثماني لإضفاء الطابع الديني على المسجد ، مع إنشاء مدرسة قرآنية لتعليم القرآن للأطفال النائشة ، كما يوجد به غرفة مخصصة للنساء لتحفيظهن القرآن والأحكام.
الطابق العلوي لايزال على حاله منذ 1940 تاريخ إنشاء الكنيسة، وهو الدرج الحديدي الملتوي المؤدي إلى مكان وضع الناقوس أو الجرس المستخدم وقتها لدعوة المسيحيين إلى الصلاة، ليبقى اليوم هذه المساجد رمزا راسخا في الذاكرة، وشاهدا للعيان عن السياسة الفرنسية، التي كانت تعمل على طمس كل ما يرمز للهوية الجزائرية آن ذاك .